Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الانوار
الانوار
Publicité
Archives
Visiteurs
Depuis la création 1 432
23 février 2016

الحرب الإقتصادية وسيناريو انهيار الدولار

 

 

 

مرت امريكا بازمات مالية عديدة لكن اسبابها تكاد تكون متشابهة بفارق الوقت منذ ازمة 1898 الى أزمة 1929 حيث أن  العامل المشترك بينها كان طريقة المعالجة خارج  امريكا على شكل حروب امتدت من الحرب مع اسبانيا وصولا الى احتلال الفلبين الى العالميتين الاولى والثانية مرورا بحرب فيتنام واخرها حرب الخليج وصولا إلى الأزمة المالية سنة 2008. و تعود جدور أزمة المنظومة الإقتصادية للامبراطورية الأمريكية إلى السياسات النقدية والمالية والإقتصادية التي حولت المجتمع الأمريكي من منتج إلى مستهلك من الطراز الأول حيث كانت أهم مرحلة للتحول في الإقتصاد الأمريكي هي اعلان الرئيس الامريكي نيكسون فك ارتباط الدولار بالذهب في العام 1971 بعد ان استمر العمل به حوالي 30 عاما. إذ تعتبرهذه العملية اكبر سرقة في تاريخ العالم من حيث  أن إجراء فك الارتباط الدولار بالذهب شوه الاقتصاد الامريكي وحول النظام المالي من خادم للنظام الاقتصادي الى عبء عليه نتيجة إطلاق يد البنك الفدرالي الامريكي في طباعة مايشاء من الاوراق النقدية وإدخالها في حركة الاقتصاد الرسمي من خلال إلزام الدول الاكثر تصديرا للنفط بالتداول بالدولار فقط
بدأت بوادرالأزمة المالية لسنة 2008  بالظهور عندما توسع السلوك الاستهلاكي لدى الامريكيين الذين قبلوا بتشجيع من البنوك على الاقتراض لغايات البناء والاستهلاك الشخصي فوصلت قروض العقارات الى 14 تريليون دولار وارتفعت قروض الدولة الخارجية الى 6 تريليونات دولار والديون على القطاع الخاص 11 تريليون دولار, وذالك موازاة مع توسع البنوك في استخدام المشتقات المالية مما الى تضخم النظام المالي الامريكي الى 668 تريليون دولار مما يهدد بانهيار الاقتصاد الأمريكي برمته مثيرا الفوضى والحروب المالية  في كل مكان 

في خطوة استباقية للانهيار الحتمي للدولار أقدمت الصين وروسيا على إلغاء التداول بالدولار في تجارتهما البينية وتعويضها بالعملات الوطنية. حيث أوردت مجلة «إنفرميشن كايرنج هاوس» فى 19 أبريل 2105 لكاتبها بيتر كونيج تفاصيل خطة الحرب الاقتصادية التى تعدها روسيا ضد أمريكا والغرب مستعينة بالصين، رداً على الحملة العدائية المسعورة التى يشنها حلف الناتو بقيادة أمريكا ضد روسيا لقيام الأغلبية الساحقة من شعب جمهورية القرم ذات الحكم الذاتى بالانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا

يقول «كونيج» إن الصين ستعيد فتح طريق الحرير البرى عبر آسيا كطريق تجارى جديد يربط بين ألمانيا وروسيا والصين بعد أن أعلنت روسيا فصل تجارتها الدولية عن الدولار، فقد ألقت روسيا قنبلة سياسية ضخمة يوم 8 أبريل عندما أعلنت فصل تجارتها عن عملة الدولار، حيث أقرت أن تجارتها فى الهيدروكربونات مستقبلاً ستكون بالروبل الروسى وعملات الدول المتعاملة معها, ويصل حجم تجارة روسيا فى الهيدروكربونات إلى حوالى تريليون دولار سنوياً تقريباً، مما يفتح الباب على مصراعيه لدول أخرى خاصة البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا لاعتماد قرار مماثل والانضمام إلى روسيا متخلين عن عملة الدولار فى تجارة النفط والغاز، وقد يؤدى ذلك إلى خسارة عشرات التريليونات من الطلب على الدولار سنوياً، وقد بلغ الناتج القومى الأمريكى 17 تريليون دولار فى ديسمبر سنة 2013، وإذا قررت هذه الدول ذلك فإن خسارة الاقتصاد الأمريكى ستكون فادحة
يضاف إلى ذلك ما أعلنه التليفزيون الروسى يوم 19 أبريل، من أن الصين ستعيد فتح طريق الحرير كطريق تجارى جديد يربط بين ألمانيا وروسيا والصين، مما سيربط بين هذه الدول والدول الواقعة على الطريق ويطور أسواقاً جديدة على طول الطريق، خاصة وسط آسيا، وسيؤدى هذا المشروع الجديد إلى الاستقرار الاقتصادى والسياسى لهذه الأسواق الجديدة، كما سيؤدى إلى إنشاء مناطق تطور اقتصادى فى مقاطعات الصين الغربية وستكون أولى هذه المناطق منطقة لانزو فى شمال غرب إقليم جانسو الصينى
ومن الغريب أن الإعلام الغربى بقي حتى الآن يتجاهل الحدثين وكأن شيئاً لم يحدث، ويبدو أن موقف الإعلام الغربى ناجم عن رغبة فى مد نطاق الزيف وخداع النفس الغربى إلى أقصى مدى. فألمانيا قاطرة الاقتصاد الأوروبى ورابع أكبر اقتصاد فى العالم، حيث يبلغ إنتاجها الإجمالى 3.6 تريليون دولار سنوياً، تقع على الطرف الغربى للمحور التجارى الجديد وستكون كقطب عملاق يجذب شركائها التجاريين الأوروبيين إلى طريق الحرير الجديد، مما يمثل مكسباً مستقبلاً لروسيا والصين، كما يحمل معه الأمن والاستقرار وهو ما سيكون خسارة قاتلة لأمريكا. بالاضافة الى ذالك فإن دول البريكس تعد العدة لإدخال عملة جديدة في السوق العالمية على اساس عملاتها القومية لاعتمادها في التجارة الدولية وكعملة جديدة للاحتياط العالمي بدلا عن الدولار الذي تدهورت قيمته وحاصرته الديون من كل جانب مما سيشكل مصدر بهجة للاقتصاد العالمي

إلى جانب العملة الجديدة لدول البريكس سيتم إدخال نظام دولي جديد لتسوية المدفوعات بين الدول يحل محل نظامي " إيبان " و " سويفك" الذي يسيطر عليه غيلان تجارة العملة والذهب فى تسوية المدفوعات الدولية، والذى يقع مقره فى مدينة بازل السويسرية تحت تسمية «البنك المركزى لكل البنوك المركزية»، علما أن بنك البنوك فى بازل هذا هو مؤسسة مملوكة ملكية خاصة وهدفها الربح، وقد أنشئ فى أوائل الثلاثينيات من القرن الماضى وسط الأزمة الاقتصادية العالمية الكبرى فى القرن العشرين،  لهدف محدد وهو السيطرة على النظام النقدى العالمى مع زميليه المملوكين بدورهما ملكية خاصة لوول ستريت بانكسترز الأمريكية، وكلاهما يمثلان أعلى صور الملكية الخاصة التي لا تخضع لأي نوع من الرقابة. تجدر الإشارة أن بنك بازل يعقد على الأقل ستة اجتماعات سرية سنوياً تحضرها قمة العالم الاقتصادية لتقرير مصير الدول والشعوب،وسيكون انهيار هذا الحلف غير المقدس مصدر سعادة كبيرة للعالم وخطوة نحو تطور جديد
وعندما يستمر طريق التجارة الجديد ويستقر النظام النقدى الجديد، فإن الدول والشعوب الأخرى الواقعة تحت سيطرة المخالب الأمريكية ستتسارع بالانضمام للنظام الجديد، مما سيؤدى تدريجياً إلى عزل واشنطن ونظامها الاقتصادى الخاضع لسيطرة المجمع العسكرى الصناعى وحلف الناتو. وقد يؤدى هذا التغيير الاقتصادى الهائل إلى تركيع الامبراطورية دون إراقة قطرة دم واحدة
ولكننا لا نتوقع أن أشرار المجمع العسكرى الصناعى فى واشنطن وحلفائهم فى حلف الناتو سيتقبلون الهزيمة بسهولة، فقد اعتادوا طوال قرون الاستعمار على اغتصاب حقوق الشعوب ومواردها، واستعذبوا مذاق دمائها وقتل عشرات الملايين من أهلها، وما المليون شهيد جزائرى فى حرب تحرير الجرائر التى دامت ثمانى سنوات من سنة 1954 ولا الثلاثة ملايين شهيد فيتنامى فى حرب تحرير فيتنام التى امتدت من سنة 1946 لثلاثة عقود حتى 1975 تخللتا هزيمة فرنسا الساحقة فى ديان بيان فى سنة 1954، ثم عجز الاستعمار الأريكى عن تطويع شعب فيتنام البطل وفى النهاية هرب فلول الجيش الأمريكى «العظيم» من فوق سطح السفارة الأمريكية فى سايجون يوم تحريرها فى ربيع سنة 1975، ولا ملايين الشهداء فى العراق وأفغانستان خلال الحقبة الأولى من هذا القرن فى آخر جرائم الاستعمار الغربى بزعامة أمريكا، والتى مازالت مستمرة، ما كل جرائم القتل والدمار هذه ببعيدة عن أذهاننا، ولكن عزاءنا وأملنا فى السلام المقبل يعود إلى معرفتنا بأن مجرمى الاستعمار الغربى عقلاء جبناء لا يقدمون على الانتحار، فأمريكا مثلاً تعلم جيداً أن هناك على الأقل دولة واحدة فى العالم تستطيع فى عملية انتحار متبادل محو أمريكا من الوجود بما لديها من ترسانة من عشرة آلاف صاروخ نووى عابر للقارات متعدد الرؤوس، ولكن العقلاء الجبناء لا ينتحرون، رغم إدراكهم الكامل بأن مركز الثقل الدولى يتحرك ببطء من الغرب إلى الشرق، حيث روسيا والهند والصين، وأن سيطرة الرجل الأبيض مصيرها الزوال ومزبلة التاريخ كمازالت سيطرة العديد من الحضارات قبلها

بقلم البدري العربي

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité